بينما تتطلع الكرة المصرية إلى استقطاب وجوه جديدة على صعيد مدربي المنتخبات في جميع الفئات السنية وحتى المنتخب الوطني، شهدت الساعات الماضية واقعًا مخالفًا للسياسة التي أعلنها مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالي برئاسة هاني أبو ريدة، الذي أكد مرارًا على ضرورة إحداث تغيير كروي شامل يعيد المنتخبات المصرية إلى الواجهة في المنافسات القارية والدولية، إلا أن الخطوة الأخيرة جاءت مخالفة لهذا التوجه بإسناد مهمة قيادة منتخب المحليين في كأس العرب 2025 إلى حلمي طولان، الذي تولى هذا المنصب بنفسه دون التنسيق المسبق.
رغم الرغبة في ضخ دماء جديدة للكرة المصرية، استيقظت الساحة الكروية على قرار تعيين حلمي طولان مدربًا لمنتخب مصر للمحليين في بطولة كأس العرب المقبلة التي ستقام في قطر، بعد رفض اتحاد الكرة مشاركة المنتخب الوطني بقيادة حسام حسن في البطولة نظرًا لاستعداداته لخوض كأس الأمم الأفريقية 2025 بالمغرب، والمثير في هذا القرار هو تضارب المصالح حيث أن طولان يشغل منصب عضو في اللجنة الفنية بالاتحاد المصري لكرة القدم، التي سبق وأن وضعت معايير دقيقة لاختيار قادة المنتخبات على مستوى المدربين.
رغم تقديرنا لتاريخ حلمي طولان الكروي سواء كلاعب أو كمدرب للزمالك والعديد من الأندية، فإن توليه تدريب منتخب المحليين في كأس العرب يتعارض مع دوره كعضو مخضرم في اللجنة الفنية التي تهدف لاختيار كوادر شابة وكفاءات جديدة لتقود المنتخبات الوطنية في المستقبل، ولا يتعلق الأمر بكفاءة طولان في هذا الدور بل بتضارب المناصب والسياسات المتبعة داخل اتحاد الكرة في تطوير الكرة المصرية، خاصة مع المعايير التي وضعتها اللجنة الفنية التي يشارك فيها طولان نفسه.
يزيد الوضع تعقيدًا كون حلمي طولان من بين من وضعوا الشروط والمعايير لاختيار الأجهزة الفنية، لكنه طبق هذه المعايير على نفسه ليشغل منصب المدير الفني لمنتخب المحليين الذي يضم لاعبي أندية الدوري الممتاز، حيث تضمنت معايير اختيار المدربين التي وضعها طولان وأعضاء اللجنة الفنية «حسن شحاتة، محسن صالح، على أبو جريشة» وكذلك علاء نبيل المدير الفني للاتحاد، عشرة شروط تشمل: الشخصية، الشهادات التدريبية، مستوى اللعب، الشهادات العلمية، سنوات اللعب، سنوات الخبرة، الإنجازات السابقة، القدرة على العمل تحت الضغط، الثقافة العامة والمعلومات، بالإضافة إلى القدرة على الإبداع وإجادة إحدى اللغات.
وبالنظر إلى هذه الشروط التي وضعها طولان وأعضاء اللجنة الفنية، تثار علامات استفهام حول إسناد مهمة تدريب منتخب المحليين له، ليس فقط لأنه عضو في اللجنة، بل أيضًا بسبب سنه المتقدم وابتعاده عن التدريب في السنوات الأخيرة، إضافة إلى مخالفة سياسة اتحاد الكرة ومجلس أبو ريدة التي تركز على تطوير الكرة المصرية من خلال دعم الكوادر الشابة، خاصة وأن اللجنة الفنية اتفقت على ضرورة تأهيل مدربين جدد وشبان لتولي قيادة المنتخبات، وليس عودة أسماء قديمة على رأس الأجهزة الفنية.
وفي تصريح له، قال حلمي طولان: «تم تكليفي بتدريب منتخب مصر وقيادته في كأس العرب»، ويضم الجهاز المعاون ممدوح المحمدي كمدرب مساعد، ومحمد نور مدربًا، بينما يشغل أحمد حسن منصب مدير المنتخب، وعصام الحضري مدرب حراس المرمى.
تستعد العاصمة القطرية الدوحة لاستضافة مراسم قرعة كأس العرب 2025 وسط اهتمام عربي واسع بالنسخة الحادية عشرة من البطولة التي تُقام للمرة الثانية تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بعد النجاح الكبير الذي شهدته نسخة 2021.
تنطلق مراسم سحب قرعة البطولة يوم الأحد المقبل في الدوحة بحضور ممثلي الاتحادات الكروية العربية المشاركة، وسيتم خلالها الإعلان عن توزيع المنتخبات على المجموعات، بالإضافة إلى الكشف عن مواعيد المباريات والملاعب التي ستحتضن المنافسات، بما في ذلك ملعب الافتتاح والنهائي.