سامح سمير يكتب عن سوبرمان الأهلي وملف بن شرقي وديانج.. زيزو الأفضل والقاضية لم تعد ممكنة

اختتم النادي الأهلي مشواره في كأس العالم للأندية بعد ثلاث مباريات «لا تُنسى» شهدت تحديات قوية في سعيه نحو التأهل للدور الثاني، حيث شاء القدر أن تنهي هذه اللحظات المونديالية الرائعة مبكرًا، ليعود أبناء مصر إلى وطنهم بعد تعادلين مع إنتر ميامي وبورتو، وخسارة واحدة أمام بالميراس بطل البرازيل.

خلال أيام الأهلي في المونديال، مرت لحظات صعبة ومليئة بالإثارة، وبرزت العديد من القضايا التي تستحق الوقوف عندها، فالأهلي كشف عن ملفات مهمة كانت مغيبة، كما رسمت الصفقات الجديدة خارطة طريق جديدة للقلعة الحمراء في البطولات المقبلة التي يطمح شياطين الجزيرة لتحقيقها، مستثمرين التعاقدات بالملايين لتحقيق «أحلى أحلام» جماهير الأهلي.

 

الأهلي وإعادة النظر في مستقبل الكرة المصرية

 

حصل الأهلي على ما يقرب من 9.55 مليون دولار من مشاركته في المونديال، بالإضافة إلى 2 مليون دولار عن التعادل مع إنتر ميامي وبورتو، بمعدل مليون دولار عن كل مباراة، ليصل إجمالي المكاسب من الفيفا إلى حوالي 11.55 مليون دولار، أي ما يعادل 585 مليون جنيه مصري، وبعد أن نجح الأهلي في استعادة هيبته للكرة المصرية بعد مواجهة إنتر ميامي وتسجيله أربعة أهداف في مرمى بورتو في مباراة مليئة بالأهداف الضائعة التي كانت قريبة من تسجيل تاريخ فريد للأهلي في كأس العالم ومواجهة الفرق الأوروبية، بات من الضروري التفكير بجدية في مستقبل الكرة المصرية، من حيث الأحلام والطموحات، ووضع استراتيجية واضحة لبناء مستقبل محترم لكرة القدم في مصر.

 

الأرقام لا تكذب

 

ارتفعت القيمة السوقية للأهلي إلى نحو 47.9 مليون يورو بعد الصفقات الأخيرة المميزة، في حين واجه بالميراس البرازيلي الذي تبلغ قيمته السوقية حوالي 252 مليون يورو، وبورتو البرتغالي بقيمة سوقية تصل إلى 345.9 مليون يورو، أي ما يقارب ستة أضعاف قيمة الأهلي، ولا يخفى على أحد أن قيمة الدوري المصري الموسم الماضي لم تتجاوز 150 مليون يورو فقط، وبعد هذه الفوارق الكبيرة، هل لا يزال الوقت غير مناسب لاتخاذ خطوات احترافية تسهم في بناء مستقبل جديد لكرة القدم المصرية بما يرضي الجميع؟

 

«حرام عليكم»

 

قبل التفكير في إلغاء أي مسابقات محلية تخص الفئات السنية الواعدة التي تمثل نواة الأندية والمنتخبات الوطنية للناشئين والشباب، علينا أن نلقي نظرة على متوسط أعمار لاعبي الدوري المصري الذي بلغ مؤخرًا حوالي 27 عامًا، وأن ننتبه إلى حالة الأهلي الذي عانى من مواجهة لاعب شاب اسمه إستيفاو «نجم بالميراس» لم يتجاوز عمره 18 عامًا وقيمته السوقية وصلت إلى 60 مليون يورو، أي أكثر من مرة ونصف قيمة الأهلي السوقية.

 

قطاعات الناشئين في الأندية.. إلى أين؟

 

هذا سؤال يدفع ثمنه الأندية والمنتخبات المصرية في مختلف المحافل الدولية والقارية، حيث يبرز أمامنا جيل الشباب والناشئين من أفضل المواهب تحت 20 عامًا في المنتخبات والأندية على مستوى العالم.

 

خوسيه ريبيرو

 

من يفهم طبيعة كرة القدم وعصر الاحتراف الذي تعيشه اللعبة منذ سنوات طويلة، يدرك تمامًا أن خوسيه ريبيرو يستحق فرصة كاملة قبل إصدار أي حكم بشأن بقائه أو رحيله عن الأهلي، وأرى أنه قادر على أن يصبح مشروعًا ناجحًا خلال السنوات الخمس القادمة، شرط أن يسيطر على غرفة ملابس الفريق ويتجنب الانصياع لـ«أباطرة السوشيال ميديا»، مع اختيار التشكيل الأمثل للمنافسة على البطولات القادمة.

 

سوبر مان الأهلي

 

برهن «الفدائي» وسام أبوعلي أنه مهاجم من الطراز الأوروبي بعد تسجيله هاتريك رائع في مرمى بورتو البرتغالي، وعلى الرغم من تسجيله هدفًا بالخطأ في مرماه أمام بالميراس، إلا أنه أنقذ الأهلي من هدف مؤكد أمام إنتر ميامي على خط مرمى الشناوي، مرتديًا عباءة «سوبر مان» لإنقاذ الفريق من خسارة نقاط ثمينة في بداية مشوار المونديال، وسام أبوعلي «عاشق للشباك» ومستقبل الأهلي مرتبط ببقاء مهارات وقدرات مثل هذا اللاعب في الفترة الحرجة القادمة.

 

محمد الشناوي والبديل المنتظر

 

ظهر محمد الشناوي بشكل لافت خلال مباراة إنتر ميامي في افتتاح المونديال، ومع بلوغه 36 عامًا، وانتظار مصطفى شوبير لفرصة العمر لحجز مكان أساسي، أعتقد أن الوقت قد حان لتسليم راية حراسة مرمى الأهلي للبديل المنتظر.

 

زيزو

 

رغم محاولات زيزو الفردية المستمرة لإثبات نفسه وتسجيل الأهداف بأي طريقة للرد على المشككين في قدراته، إلا أنه كان من أبرز لاعبي الأهلي في المونديال بالأرقام، خاصة بعد تسبب في حصول الفريق على ركلتي جزاء أمام إنتر ميامي وبورتو، والمستقبل يبدو واعدًا لزيزو مع الأهلي ومنتخب مصر.

 

أشرف بن شرقي

 

يمتلك الأهلي مجموعة مميزة من المهارات الفريدة ممثلة في أشرف بن شرقي، لكن جلوسه على دكة البدلاء وإحباطه بسبب ابتعاده عن التشكيلة الأساسية، بالإضافة إلى تشكيك البعض في إمكانياته، تسبب في إهدار أكثر من هدف مؤكد أمام بورتو، وإذا لم يتعامل خوسيه ريبيرو بحكمة مع هذا الأسد المغربي، فقد يخسر الأهلي أحد أفضل لاعبيه ضمن صفقاته السوبر الأخيرة.

 

كشف حساب

 

«عرضية ولا أجمل من محمد هاني» و«أسيست لا يضاهى من اللاعب» تكللت بتسجيل هدف رائع لوسام أبوعلي برأسية في شباك بورتو، وهذا يعكس أداء مدافع الأهلي خلال مشواره في المونديال، وأعتقد أن الوقت قد حان لتدعيم الجبهة اليمنى بظهيرين جدد بعد فقدان عمر كمال عبد الواحد لتوازنه مؤخرًا مع الفريق.

 

حسين الشحات

 

رغبة حسين الشحات الملحة في كتابة اسمه بحروف من ذهب في تاريخ كرة القدم عبر بطولات الأهلي أثرت سلبًا على قدرات الفريق الهجومية، وأهدرت فرصته في الظهور بالشكل المنتظر في كأس العالم للأندية، وإذا لم يستفِق الشحات سريعًا، فإنه قد يخسر ما تبقى له مع الأهلي في المرحلة القادمة من مسيرته مع القلعة الحمراء.

 

بن رمضان واستنساخ عاشور

 

نجح الأهلي في استنساخ إمام عاشور بالتعاقد مع محمد علي بن رمضان، حيث ظهر النجم التونسي بالمستوى المنتظر خلال مشوار الأهلي في مونديال الأندية، وسجل هدفًا عالميًا في شباك بورتو، مما فتح له أبواب النجومية وعشق جماهير الأهلي، التي تألمت لفقدان عاشور، ومع تألق بن رمضان وديانج ووسام أبوعلي إلى جانب مجموعة المهارات التي ينتظرها أشرف بن شرقي، يمكن القول إن أجانب الأهلي هم من سيصيغون مستقبل الفريق بخارطة طريق جديدة في البطولات المقبلة.

 

خسارة كبيرة

 

عانى الأهلي بعد رحيل محمد عبد المنعم، ورغم جهود ياسر إبراهيم، وحماس أشرف داري، وعودة رمضان بيكهام، إلا أن الفريق لا يزال بحاجة ماسة للتعاقد مع خط دفاع قوي يعالج السلبيات والثغرات الدفاعية التي كلفت الأهلي غاليًا في كأس العالم للأندية.

 

لماذا انقلبت الدنيا على ديانج وبن شرقي؟

 

سعى الأهلي بكل قوته للتعاقد مع أشرف بن شرقي وأليو ديانج قبل المونديال لضمان مشاركتهما، ومع ذلك تم الاعتماد على حمدي فتحي الذي غادر الأهلي للاحتراف ولم يعد حتى الآن، وبقي بن شرقي حبيس دكة البدلاء، وإذا لم يمنح خوسيه ريبيرو ديانج مكانًا أساسيًا إلى جانب إتاحة الفرصة الكاملة لأشرف بن شرقي، فمن المتوقع أن تزداد الانتقادات وقد تكون نهايتهما مع الفريق قريبة في ظل تراجع النتائج.

 

القاضية لم تعد ممكنة

 

وصلت طائرة الأهلي إلى أمريكا قبل انطلاق كأس العالم للأندية دون محمد مجدي أفشة الذي ظل الجميع يبحث عنه بلا جدوى، وظهر نجم الأهلي «عاجزًا» في الملعب لوقت قصير، حيث عجز عن التحول من الدفاع للهجوم في معظم الكرات التي وصلت إليه، وهو ما كان واضحًا في لقاء بورتو، وإذا لم يستعد أفشة مستواه سريعًا، فقد يبقى حبيس الدكة لفترة طويلة حتى يعود للظهور أساسياً مع أحد أندية الدوري الممتاز بعيدًا عن شياطين الجزيرة.

 

لعنة علي معلول

 

ما تزال لعنة علي معلول تطارد الأهلي، فبعد رحيل النجم التونسي لم يجد الفريق بديلاً بنفس موهبته وقدراته لقيادة هجمات الجبهة اليسرى، ورغم تألق يحيى عطية الله في أول اختبار أمام بالميراس، وتمسك الفريق بـ«كوكا» في التشكيلة الأساسية، ومحاولات كريم الدبيس الذي صنعه مارسيل كولر، إلا أن الأهلي لا يزال بحاجة ماسة للتخلص من لعنة علي معلول عبر التعاقد مع ظهير أيسر من طراز محترف.

 

شكرا ترزيجيه

 

تعرض محمود حسن تريزيجيه لموجة غضب كبيرة من الجماهير والإعلام و«أباطرة» السوشيال ميديا بعد ضياعه ركلة جزاء أمام إنتر ميامي، ورغم تصرفه غير المسؤول في بداية المونديال وتكبد الفريق مرارة الخروج المبكر، إلا أن مستواه ومهاراته في التحول من الدفاع للهجوم مع الأهلي تغفر له الأخطاء التي وقع فيها خلال البطولة.. شكراً تريزيجيه.